الندوة الدولية الثانية  للنهوض بالسينما في العراق

8 اكتوبر تشرين الأول 2013

مقدمةlll

مما لاشك فيه ان مسيرة طويلة قطعتها السينما في العراق منذ ظهورها منذ مطلع القرن الماضي ، اجيال عديدة حملت على عاتقها مهمة تقديم الفيلم العراقي بالمستوى الذي اتاحته لها الظروف والأمكانات وسط مصاعب وعقبات لاتخفى عن الجميع .

وبالرغم من تطور الأقتصاد العراقي ووجود ميزانيات وفيرة خاصة خلال النصف قرن الماضي الا ان دعم الفيلم العراقي والأهتمام بالسينما العراقية والسينمائيين العراقيين وتحويل العمل السينمائي من عمل فردي وجهود فردية ومبادرات الى عمل مؤسسي منظم وتحويل السينما الى صناعة وطنية عراقية ذلك الهدف لم يتحقق حتى الآن .

من هنا صار من المهم اجراء مراجعة شاملة لمسيرة السينما العراقية وسبل دعم الفيلم العراقي بما يتيح للسينمائيين العراقيين انفسهم من تقديم رؤاهم وتصوراتهم العملية باتجاه انتشال واقع السينما العراقية مما هي عليه اليوم والسعي الفعال الى صناعة سينمائية عراقية تستقطب مئات الكوادر السينمائية التي تخرجت ومازالت تتخرج من معاهد وكليات الفنون الجميلة دون ان تجد فرصتها الحقيقية لا من ناحية المزيد من الممارسة والتدريب العملي ولا من ناحية الأحتراف ومن اجل ايجاد برنامج عمل وخطط سنوية وخمسية للأنتاج السينمائي..ولهذا يسر مهرجان بغداد السينمائي الدولي ان يقيم الندوة الدولية الثانية  للنهوض بالسينما في العراق " وهي الندوة التخصصية الدولية الثانية  بمشاركة السينمائيين العراقيين والأستفادة من تجارب وخبرات عدد من الخبراء العرب والأجانب والتي ستناقش باستفاضة ومنهجية كل مايتعلق بسبل النهوض بالسينما العراقية وان يقول السينمائيون العراقيون كلمتهم ويخرجون بتوصيات عملية وورقة عمل موحدة يتم رفعها الى الجهات ذات الأختصاص .

تنعقد هذه الندوة استجابة لواقع تعاني فيه السينما العراقية من تردي ملحوظ وتراجع وشبه شلل كامل للأنتاج السينمائي وتعطل حركة الحياة السينمائية الا من انتاجات قليلة لاتتناسب مع الميزانيات العملاقة التي يمتلكها هذا البلد والثروات الطائلة التي يمكن ان يستفادة من جزء صغير منها لدعم مسيرة السينما العراقية .

لقد رافق كل ذلك في السنوات الماضية اغلاق اغلب دور العرض السينمائي او تحويل وظيفتها الى اغراض تجارية وهو عنصر اضافي الحق ضررا فادحا بالحياة السينمائية .ان هذا المنتدى سيتحول الى ملتقى سنوي دائم لمناقشة واقع السينما العراقية وستكون له سكرتارية دائمة تتابع ماسيتوصل اليه .

الرؤية

تحتاج التجارب السينمائية الناشئة الى كوادر مدربة وعلى مستوى من المهنية والخبرات المتدرجة وتحتاج الى رأس المال وكلا العنصرين متوفران فيما يتعلق بالسينما العراقية ولكن من دون ان تتخذ اية خطوات عملية في هذا الأتجاه ودون ان ترسيخ تقاليد المنح السنوية التي تبنى على اساس المسابقات بين السينمائيين لتقديم افضل مالديهم من مشاريع .ان هذه المرحلة تعد اساسية ومهمة لغرض عدم تضييع الطاقات والمواهب السينمائية وانعاشها بشكل مستمر لكي تكون مدربة ومنتجة وفاعلة .تحتاج السينما العراقية ان تشخص كوادرها وكفاءاتها وتشرع في تطويرهم وتدريبهم ودعم مشاريعهم على وفق رؤية عملية تنتظم فها تقاليد عمل صحيحة وعملية .

المهمة

ان من المهمات العاجلة للنهوض بالسينما العراقية هو اجراء مراجعة شاملة وتفصيلية لمسيرة هذه السينما وتشخيص المشكلات والعقبات التي حالت دون تطورها واعادة النظر في الوسائل والأساليب التي كانت سائدة في الماضي ومنها تنشيط المنجز السينمائي العراقي وايجاد استراتيجية واضحة للأنتاج السمعي البصري وجعل مهمة دعمه بكل الوسائل غاية اساسية واقرار خطة ناضجة لخمس سنوات قادمة لدعم وتطوير السينما العراقية على كافة المستويات وان يكون المنتدى العالمي السنوي للنهوض بالسينما العراقية الذي ينظمه مهرجان بغداد السينمائي الدولي هو الذي تجري في اثناء انعقاده المراجعة الشاملة والسنوية لأوضاع السينما العراقية والسينمائيين العراقيين حيث يعد المهرجان من مهامه ومسؤولياته تسليط الضوء على واقع ومستقبل السينما العراقية واحتضان جميع السينمائيين العراقيين من مختلف الأجيال واسماع اصواتهم والتعريف بمبادراتهم وافكارهم ومقترحاتهم ورؤيتهم لواقع سينما بلدهم وحقهم المشروع ان يخصص جزء من ميزانية الدولية لدعم السينما العراقية .

ان مهرجان بغداد السينمائي الدولي يدعو الى تخصيص مبلغ سنوي  من ميزانية الحكومة من اجل انشاء صندوق لدعم السينما العراقية تتولى ادارته هيئة مستقلة من السينمائيين انفسهم في صيغة انتخاب للأجدر والأكفأ واعتماد لجنة من الخبراء لوضع الية لعمل هذا الصندوق والبدء بتقديم المنح للسينمائيين العراقيين ابتداءا من العام 2013.

محاور الندوة

اولا – ما هي سبل دعم الأنتاج السينمائي في العراق وماهي التصورات المتاحة لتأمين صندوق لدعم السينما العراقية يتم وضع طبيعة هذا الصندوق  ومهامه وهياكله واهدافه وآليات عمله في صيغة منح سنوية للمشاريع المقدمة للدعم .

ثانيا – اعادة هيكلة الأنتاج السينمائي الحكومي ووضع تصورات للدور المؤسسي ومؤشرات الخلل والأخفاق والنجاح وهل ان العمل السينمائي بحاجة الى المؤسسة الحكومية وباتجاه تأسيس مديرية عامة للسينما كما هو الحال في العديد من البلدان العربية ودول الجوار .

ثالثا – ماهي سبل دعم تجارب السينما المستقلة في العراق  تلك التي تعتمد الأنتاج قليل التكلفة وكما هو سائد في العديد من التجارب العربية وغير العربية .

د.طاهر علوان

مدير الندوة